في كتابه “الإهانة في عهد الميغا إمبريالية”، يقدم الدكتور المهدي المنجرة تحليلًا عميقًا لما يصفه بـ “الحرب الحضارية الثانية”، التي تركز على الهجوم على الثقافات غير الغربية، خاصة العربية والإسلامية. ووفقًا للمنجرة، فإن الميغا إمبريالية هي شكل جديد من الاستعمار، حيث يهيمن طرف واحد – الولايات المتحدة الأمريكية – على العالم، وتُفرض عليه قيم القوة العسكرية على حساب التنوع الثقافي.
كما يشير المنجرة إلى أن الهجوم على العراق، وتدمير متاحفها ومكتباتها، كان بمثابة إهانة للذاكرة الجماعية للأمة العربية. ويذهب إلى أن التغيير في العالم العربي لن يحدث إلا بعد جيلين على الأقل، لكن “الزلزال” المقبل سيكون بداية التحول نحو التغيير الجذري.
ويتناول الكتاب مفاهيم جديدة مثل “الهيمنة الإعلامية” و”العدوان الثقافي” التي تمثل أدوات قوى الهيمنة الغربية في فرض إيديولوجياتها. وعلى الرغم من كونه يعتبر هذا الكتاب نوعًا من الاستشراف لمستقبل الحضارات غير الغربية، إلا أنه يشير إلى ضرورة إعادة بناء النظم الثقافية والفكرية في العالم العربي لمواجهة هذا التحدي.
يعتبر الكتاب نقدًا حادًا للمشروع الغربي الذي يطمح إلى الهيمنة الكاملة على العالم عبر قوى ناعمة وأخرى خشنة، وفي هذا الصدد، يشدد المنجرة على ضرورة التفكير الجماعي في مواجهة هذا الشكل الجديد من الهيمنة.
