توفي الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، يوم الأحد، في منزله بمدينة بلينز بولاية جورجيا، عن عمر 100 عام. وكان قد قرر قبل عامين التوقف عن تلقي العلاجات الطبية بعد تدهور حالته الصحية.
كارتر، الذي يُعتبر أطول الرؤساء الأمريكيين عمرًا، اشتهر بعد مغادرته الرئاسة بعمله في العمل الخيري والدبلوماسية الدولية، إلى جانب فترة رئاسته الوحيدة التي انتهت في 1981.
إرث سياسي وإنساني
بدأ كارتر حياته كمزارع للفول السوداني، ثم خدم في البحرية الأمريكية كضابط، حيث درس الفيزياء النووية. دخل عالم السياسة وانتُخب حاكمًا لولاية جورجيا في 1970، ثم رئيسًا للولايات المتحدة عام 1976، متعهداً بإعادة الثقة للحكومة بعد فضيحة ووترغيت وحرب فيتنام.
واجه كارتر تحديات كبيرة كرئيس، مثل أزمة الرهائن في إيران، والتضخم، وأزمة الطاقة. لكنه حقق إنجازات مهمة، مثل معاهدة الحد من الأسلحة مع الاتحاد السوفيتي، واتفاقية كامب ديفيد التي جلبت السلام بين مصر وإسرائيل.
بعد انتهاء ولايته، ركز كارتر على العمل الإنساني والدبلوماسي، ما جعله يفوز بجائزة نوبل للسلام عام 2002 تقديرًا لجهوده في حل النزاعات وتعزيز حقوق الإنسان.
وداع وطني رسمي
ستُقام جنازة كارتر في كاتدرائية واشنطن الوطنية يوم 9 يناير، بحضور شخصيات بارزة، من بينهم الرئيس الحالي جو بايدن، الذي وصف كارتر بأنه “قائد استثنائي ورجل إنساني”.
سيتم نقل جثمانه إلى أتلانتا لعرضه في مركز كارتر، ثم يُنقل إلى واشنطن ليُعرض في مبنى الكونغرس قبل العودة إلى بلينز، حيث يُدفن في مقبرة العائلة.
حياة مليئة بالتحديات والمواقف
واجه كارتر مشاكل صحية خطيرة في سنواته الأخيرة، من بينها سرطان الجلد الذي انتشر إلى الكبد والدماغ، ما دفعه إلى دخول الرعاية التلطيفية في 2023.
وفي نوفمبر 2023، فقد كارتر زوجته روزالين كارتر، التي توفيت عن عمر 96 عامًا. استمر زواجهما لما يقارب 80 عامًا، وكانا مثالاً للحب والشراكة في الحياة والسياسة.
رجل دولة وإنساني لا يُنسى
ترك كارتر إرثًا غنيًا يمتد من إصلاحاته السياسية كرئيس إلى جهوده الإنسانية حول العالم. عاش حياته ملتزمًا بالسلام وحقوق الإنسان، ما جعله يحظى باحترام كبير في الولايات المتحدة وخارجها.
جنازته ستكون أول جنازة رسمية لرئيس أمريكي منذ وفاة جورج بوش الأب في 2018، لتكون فرصة لتكريم حياته الاستثنائية وإسهاماته في بناء عالم أفضل.