Ad image

هل يغضّ الحموشي الطرف عن انفصاليي الداخل؟ تساؤلات حول الأمن، السيادة، والتعامل مع التهديدات العابرة للحدود

3 تعليقات 4 دقائق للقراءة

في فبراير الماضي، أعلنت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، التي يقودها عبد اللطيف الحموشي، عن تفكيك خلية إرهابية على صلة بتهريب الأسلحة عبر الحدود الجزائرية. غير أن الإعلان اكتفى بالإشارة إلى “الحدود الشرقية” دون تقديم أي تفاصيل دقيقة عن كيفية دخول الأسلحة أو هوية الجهة التي تقف خلفها. كما لم تُرفق البلاغات الرسمية بأي اعترافات أو وثائق تدعم الرواية، مما فتح الباب أمام العديد من التساؤلات، خاصة فيما يتعلق بتنسيق الجهاز الأمني مع الجيش المغربي والدرك الملكي، وهما المؤسستان المعهود إليهما بحماية الحدود والمناطق القروية.

تهريب السلاح من الجزائر: إخلال بالأمن أم رسائل داخلية؟

تفكيك خلية إرهابية ينشط أفرادها في تهريب السلاح من الجزائر ليس أمراً بسيطاً. لكنه يصبح أكثر تعقيداً عندما لا تُذكر تفاصيل أساسية: من أين دخلت هذه الأسلحة بالضبط؟ كيف تجاوزت الحدود المحمية من قبل الجيش؟ لماذا لم يُعرض أي عنصر من هذه الخلية أمام الإعلام أو في محاضر رسمية، رغم حساسية الموضوع؟

في الوقت الذي تعيش فيه المنطقة المغاربية على صفيح ساخن، يعتبر أي نشاط مرتبط بالسلاح والإرهاب على علاقة بالجارة الجزائر موضوعًا سياديًا بامتياز. ويصبح لزامًا على السلطات توضيح السياق، لأن التعتيم قد يُفهم على أنه محاولة لتوجيه أصابع الاتهام بطريقة غير مباشرة إلى مؤسسات بعينها، أو خلق ارتباك داخل الرأي العام.

الانفصاليون وسفرهم المتكرر إلى الجزائر: صمت مثير للتساؤل

القضية الأخرى التي تثير الكثير من الجدل، تتعلق بسفر العشرات من النشطاء الصحراويين المعروفين بمواقفهم الانفصالية من مدن مثل العيون، الداخلة، واسمارة إلى الجزائر لحضور ما يُعرف بـ”الجامعة الصيفية لجبهة البوليساريو”، التي تُعقد في ولاية تندوف سنويًا. تقارير صحفية، منها ما نشرته جريدة هسبريس سنة 2018، تحدثت عن إشراف جزائري مباشر على “تدريبات في الكفاح المسلح” لهؤلاء النشطاء.

- مساحة إعلانية -
Ad image

ورغم علم الأجهزة الأمنية المغربية، لا سيما المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بهذه التحركات المتكررة، لم تُسجل حالات توقيف أو تقديم للمحاكمة بحق أي من هؤلاء، حتى بعد عودتهم من الجزائر. ما يطرح سؤالاً حقيقيًا حول السياسة الأمنية المتبعة: هل هناك تعليمات بغض الطرف عن هذه الرحلات؟ وهل يخشى الحموشي من التصعيد مع الجزائر أو من تبعات اعتقال هؤلاء على الصعيدين الداخلي والدولي؟

أين يقف الأمن من القضية الوطنية الأولى؟

من المعروف أن الصحراء المغربية تشكل “قضية مقدسة” بالنسبة للمغاربة. وفي سياق كهذا، فإن التساهل مع سفر نشطاء انفصاليين للتدريب في دولة تُعتبر خصمًا استراتيجيًا، قد يُفهم من طرف المواطن العادي على أنه إخلال بالأمانة، أو حتى خيانة لمبدأ الدفاع عن وحدة التراب الوطني.

ما يزيد الطين بلّة هو حجب الصحافة المغربية، منذ سنة 2022، عن نشر أي تغطيات مرتبطة بسفر هؤلاء الانفصاليين إلى الجزائر، ما يعزز الانطباع بوجود “رقابة ناعمة” على موضوع حساس لا يجب أن يمر دون نقاش وطني مسؤول.

خلاصة وتساؤلات مفتوحة

عبد اللطيف الحموشي، رجل الظل الذي تحول إلى رمز أمني في المغرب، يقف اليوم أمام أسئلة جوهرية لا يمكن تجنبها:

  • لماذا يتم الإعلان عن عمليات إرهابية دون تقديم أدلة ملموسة للرأي العام؟
  • كيف تمر الأسلحة من الحدود التي يُفترض أنها مؤمّنة من طرف الجيش المغربي؟
  • ما المانع من اعتقال ومحاكمة انفصاليين يتوجهون إلى الجزائر علنًا للتدريب العسكري؟
  • هل هناك أجندات سياسية أو اعتبارات خارجية تمنع التعاطي مع هذه الملفات بشفافية وصرامة؟

الصمت لم يعد خيارًا في سياق تصاعد التوترات الإقليمية وتحديات الأمن القومي. من حق المغاربة أن يعرفوا الحقيقة كاملة، لا مجتزأة، عندما يتعلق الأمر بوحدة الوطن ومصداقية مؤسساته.

- مساحة إعلانية -
Ad image
شارك هذا المقال
3 تعليقات
  • إعفاء عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، يكرّس مسلسل إضعاف مؤسسات الحكامة بالمغرب،،
    بعد إبعاد عدد من رؤساء المؤسسات المستقلة، يأتي الدور على أحد أبرز الأصوات المهنية والرافضة لضغوط صندوق النقد الدولي الجواهري، المصنف ضمن أفضل محافظي البنوك المركزية عالميًا، كان آخر من يحذّر من تداعيات سياسات حكومة أخنوش المالية…كل من يغرد خارج سرب أخنوش فمصيره العزل ليس إلا…!!😎

  • سير على بركة الله ،
    ما فراسيش هاد الموقع، أحسن مادرتو.
    Bravo 👍🏻👍🏻👍🏻👍🏻👍🏻
    تحياتي 🫡

  • القضية المقدسة لدى المغاربة هي الحصول على الاستقلال أولا و التخلص من الملكية الدكتاتورية ثانيا. أما ما يسمى الصحراء المغربية فهو خطاب أجوف يستعمل كوسيلة لتكميم أفواه المغاربة و تخويفهم من خلال تزوير التاريخ و قلب الحقائق.

    هل أنتم حمقى لكي تصدقوا روايات مخابراتية مبنية على الفبركة و الكذب. تعترفون أن المخابرات تفبرك ملفات و قضايا للزج بالأصوات المزعجة في السجن، و في نفس الوقت تصدقون روايات تفكيك الخلايا و العثور على أسلحة مهربة من الجزائر، في حين لدينا أدلة و اعترافات بما كانت تقوم به المخابرات المغربية أثناء العشرية السوداء بالجزائر.

    حتى لو كنتم تدعون أنكم تحاربون الفساد و ما إلى ذلك، فكمغاربة لا نثق في الذين يقولون أن الصحراء مغربية أو أن الملك و الملكية يجب أن يستمرا في كتم أنفاس المغاربة. المخزن قبل في وقت ما بالاستفتاء في الصحراء الغربية، لكن لما علم أن الصحراويين سيصوتون من أجل الاستقلال تراجع و عوض ذلك بمقترح الحكم الذاتي، و هذا المقترح هو في حد ذاته دليل على أن الصحراء ليست مغربية، و أنه خيار لفرض الاحتلال بطريقة ذات صبغة شرعية كما هو الشأن بالنسبة للمستعمرات. ربما لو كان المغرب جمهورية لفكر الشعب الصحراوي في الانضمام للمغرب في إطار جمهورية فدرالية، بحكم الحدود المشتركة، لكن في ظل ملكية استبدادية يحتكر فيها الملك و عائلته و عصابتهما كل السلطات و كل خيرات البلاد، فالأمر بعيد المنال.

    مهما فعلتم و مهما قلتم و مهما فضحتم، فأنتم مثل الذي يضرب بسيفه في بركة ماء آسن، لأن الفاسد الراعي للفساد هو الملك و نظامه. بالتالي فحتى لو تخلصت من فاسد، فلن يحل مكانه إلا فاسد آخر، لأن سلطة التعيين في المناصب ليست بيد مسؤولين اختارهم الشعب و لكن بين أيدي حكام فرضوا على الشعب.

    أنتم ترون المغرب نفسه يتفتت لمحميات أجنبية و في نفس الوقت تتحدثون عن الصحراء باعتبارها قضية مقدسة. المغرب نفسه ضاع، فما بالك بالصحراء التي تنهب خيراتها كما تنهب خيرات المغرب. زد على هذا، فحتى لو أصبحت الصحراء مغربية رسميا، فهل هذا سيغير في حال المغرب أو أحوال المغاربة أي شيء؟. سيبقى الحال على ما هو عليه و ستصبح المدن الصحراوية مثلها مثل باقي المدن المغربية، فضاءات لتفريخ البؤساء و الجهلة و المجانين.

    نحن ننظر للأمور بواقعية و ليس من خلال عاطفة وهمية. نعرف مكمن الداء و نعرف ما هو العلاج المناسب.
    عندما تقومون بمهاجمة الحمة أو الحموشي أو أيا كان، تنسون أو تتناسون بأن هؤلاء لم يخترهم الشعب للمناصب التي يتواجدون بها، بل الملك هو الذي عينهم بها بظهير ملكي. و طبعا عندما يتخذون أية قرارات، فهم لا يفعلون ذلك من تلقاء أنفسهم، بل بموافقة الملك. و عندما تهاجمونهم فأنتم تهاجمون الملك الذي يعتبر رئيسهم، و مع ذلك تحاولون تبرئة الملك و تلفيق التجاوزات لهم وحدهم. و ما دام أنكم فضحتم الكثير من تلك التجاوزات و لم يعرها الملك أي اهتمام و لا زال محتفظا بنفس المسؤولين حتى بدون أن ينبههم أو يأمرهم بتصحيح ما يجب تصحيحه، فهذا يعني أنه راض عنهم و يؤيد ما يقومون به. بالتالي فالذي يجب أن يحاسب و يعاقب أو يطرد هو الملك و ملكيته الفاسدة المستبدة و ليس البيادق الذين تفضح فيهم ليل نهار.

    المغاربة الأحرار يعرفون جيدا ما يجب القيام به، لأنهم واعون بأنهم لا يواجهون المخزن الجبان فقط، و لكن يواجهون دولا لديها إمكانيات مادية و بشرية و لوجيستية كبيرة. لكن لا بد للحق أن ينتصر و كل شيء في وقته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *