Ad image

فضائع وحماقات الميليشيات السورية

إضافة تعليق 3 دقائق للقراءة

لا شك أن نظام بشار الأسد كان ديكتاتورياً إلى حد كبير، واستمر لسنوات طويلة في اضطهاد المواطنين السوريين وحتى اللبنانيين الذين عارضوا التواجد السوري في لبنان. هؤلاء المعارضون عانوا أشكالاً قاسية من التعذيب والاعتقال اللاإنساني واللاقانوني على يد النظام. ومع انهيار أركان النظام بشكل مفاجئ وتنحيه عن الحكم، ظن البعض أن تلك المرحلة السوداء قد انتهت، ولكن ما ظهر لاحقاً كان أكثر قسوة وفضاعة.

مع صعود الميليشيات المسلحة التي تتحكم حالياً في دواليب السلطة، بدأ تنفيذ مخطط جهنمي لم تعد أطرافه خافية على أحد، حيث اتضح أن هناك دوراً مباشراً لإسرائيل وأمريكا في تسهيل مهام تلك الميليشيات، من خلال حمايتها وتسليحها وتدريبها. يتم ذلك في الأراضي التركية أو السورية المحاذية، مما ساهم في تفاقم الأوضاع بشكل لا يُحتمل، متجاوزاً حتى فضائع النظام السابق.

الأوضاع تفاقمت بشكل مريع مع بدء الثورة المسلحة، حيث تبين أن التخوفات التي رافقت الشرارة الأولى للثورة ضد نظام الأسد أصبحت حقيقة مريرة. استولت الميليشيات على زمام الأمور، واتسمت ممارساتها بالوحشية التي تجاوزت وحشية النظام نفسه. وفي فترة زمنية قصيرة، جرى اغتيال مئات العلماء والمهندسين والخبراء السوريين، وهو ما شكّل ضربة كبرى للهوية العلمية والثقافية للبلاد.

من بين أبرز الشخصيات التي استهدفتها الاغتيالات كانت الدكتورة زهرة الحمصية، عالمة الذرة الميكروبيولوجية، التي قدّمت إسهامات علمية كبيرة. كما تم اغتيال العالمة شادية جبال، وهي دكتورة دولية في الفيزياء وعلوم الفلك، التي قُتلت مع زوجها في العاصمة دمشق بعد الاستيلاء على جميع بحوثها العلمية. هذه العالمة المرموقة كانت تُعرف عالمياً بلقب “سيدة الشمس”، بينما أطلق البعض عليها اسم “لؤلؤة الفيزياء” تقديراً لقيمتها العلمية الرفيعة.

- مساحة إعلانية -
Ad image

إضافة إلى ذلك، فقد طالت الاغتيالات شخصيات أكاديمية بارزة، منها الدكتور توفيق البوطي، رئيس جامعة دمشق، الذي تم استهدافه أيضاً ضمن هذا المخطط القاتم. كل هذه الأحداث تدل على أن الميليشيات التي سيطرت على السلطة لم تجلب معها سوى الفوضى والإجرام، ما يهدد مستقبل سوريا بأكمله. وتم أيضا اغتيال عالم الكيمياء الدكتور “حمدي إسماعيل” داخل منزله في العاصمة السورية دمشق.

ما تعيشه سوريا اليوم هو مأساة وطنية وإنسانية فاقت كل التصورات. فبين ديكتاتورية النظام السابق وجرائم المندسين وسط قوات ردع العدوان، بات الشعب السوري الضحية الكبرى في هذه المعادلة المظلمة.

شارك هذا المقال
اترك تعليقًا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *