كشفت تقارير إعلامية حديثة عن تفاصيل فشل فرنسا في إتمام صفقة بيع طائرات “رافال” المتطورة للمغرب، مشيرة إلى أن سوء إدارة المفاوضات وارتفاع الأسعار كانا من الأسباب الرئيسية وراء انهيار الصفقة. وأفادت صحيفة “ليكسبريس” الأوروبية بأن هذا الإخفاق يعكس تحديات تسويقية وجيوسياسية تواجه الطائرات الفرنسية رغم كفاءتها العسكرية.
وأوضحت الصحيفة أن طائرة “رافال”، التي طُورت في الثمانينيات، واجهت صعوبات منذ بداية إنتاجها في إقناع الأسواق العالمية بجدواها الاقتصادية مقارنة بنظيراتها الأمريكية والأوروبية. وعلى الرغم من نجاحها في العمليات القتالية، إلا أن تصديرها ظل محاطًا بالعديد من العقبات.
المفاوضات بين المغرب وفرنسا كشفت عن سوء تقدير فرنسي، حيث توقع الجانب الفرنسي أن العلاقات الثنائية القوية ستُسهل إتمام الصفقة. لكن المغرب أبدى استياءه من الأسعار المرتفعة التي طُرحت خلال المفاوضات. وأشارت الصحيفة إلى أن المغرب اكتشف أن فرنسا تبيع الطائرة محليًا بسعر أقل بكثير من السعر المعروض عليه، ما أدى إلى فقدان الثقة وتعقيد المفاوضات.
بالإضافة إلى ذلك، سلط التقرير الضوء على الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في التأثير على مسار الصفقة. فقد كان المغرب يعوّل على قرض سعودي لتمويل الشراء، لكن القرض لم يتحقق، كما رفضت فرنسا تقديم ضمانات ائتمانية بديلة. في المقابل، استغلت الولايات المتحدة هذا الفراغ لتقديم خيارات بديلة من طائراتها القتالية، ما دفع المغرب إلى مراجعة خياراته والاتجاه نحو الطائرات الأمريكية.
لم يكن هذا الإخفاق الأول من نوعه، حيث أشار التقرير إلى إخفاقات مماثلة لفرنسا مع دول أخرى، من بينها كوريا الجنوبية والنرويج وسويسرا، التي فضّلت طائرات منافسة مثل F-16 الأمريكية و”يوروفايتر” الأوروبية، نظرًا لأسعارها التنافسية والدعم الجيوسياسي الذي توفره.
ومع ذلك، تمكنت فرنسا من تحقيق نجاحات لاحقة في تسويق “رافال” لدول مثل مصر والهند، وتسعى حاليًا لتطوير نسخة جديدة من الطائرة باسم “F5″، تشمل تقنيات متقدمة تعتمد على الطائرات بدون طيار والحوسبة السحابية لتعزيز قدرتها التنافسية في المستقبل.