Ad image

فايننشال تايمز: الدولار القوي يضغط على ديون الأسواق الناشئة

إضافة تعليق 3 دقائق للقراءة

الضغوط الناشئة عن قوة الدولار على أسواق الديون
ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن صعود الدولار الأمريكي، الذي تزامن مع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يشكل تحديًا كبيرًا للأسواق الناشئة، خاصة في ظل تصاعد التوترات الاقتصادية العالمية. وتشير التقديرات من جيه بي مورغان إلى أن أسواق السندات في الدول الناشئة قد شهدت تدفقات خارجة بلغت 5 مليارات دولار في نوفمبر/تشرين الثاني، ما يرفع إجمالي التدفقات الخارجة لهذا العام إلى أكثر من 20 مليار دولار، بعد 31 مليار دولار في 2023 و90 مليار دولار في 2022.

التوقعات الاقتصادية والسياسات الأمريكية
وفقًا للتقرير، فإن السياسات الاقتصادية الجديدة التي تتضمن تخفيضات ضريبية وفرض تعريفات جمركية كبيرة قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة. هذا الارتفاع يعزز قوة الدولار الأمريكي ويرفع عوائد سندات الخزانة الأمريكية. فعلى سبيل المثال، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات من 4.29% إلى 4.39% بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية. كما ارتفعت عوائد السندات لأجل 30 عامًا من 4.45% إلى 4.58%.

تأثير الدولار القوي على العملات المحلية
يرتبط صعود الدولار بتراجع العملات في الأسواق الناشئة. حيث انخفض الراند الجنوب أفريقي بنسبة 4%، بينما تراجع كل من البيزو المكسيكي والريال البرازيلي بحوالي 2%. بول ماكنمارا، مدير ديون الأسواق الناشئة في شركة “غام” للصناديق الاستثمارية، أشار إلى أن هذه التحديات لم تُحسب بالكامل في الأسواق الناشئة بعد، مما يضيف مزيدًا من الضغوط على تلك الاقتصادات.

تأثير قوة الدولار على تكاليف الاقتراض
يشكل الدولار القوي تحديًا خاصًا للاقتصادات الناشئة بسبب تأثيره على تكاليف الاقتراض. في محاولة لمواكبة هذا التغير، تتجه العديد من البنوك المركزية في هذه الدول إلى رفع أسعار الفائدة لجذب رؤوس الأموال. على سبيل المثال، قامت البرازيل بتكثيف زيادات أسعار الفائدة في الشهر الجاري، في حين اتبعت جنوب أفريقيا سياسة أكثر حذرًا رغم خفضها لأسعار الفائدة من مستوياتها المرتفعة تاريخيًا.

- مساحة إعلانية -
Ad image

تحديات إضافية على المستثمرين في الأسواق الناشئة
بحسب فايننشال تايمز، سجل مؤشر “جيه بي مورغان” لعوائد السندات المحلية في الأسواق الناشئة انخفاضًا بنسبة 1% هذا العام، مما يعكس التأثير الكبير لهذه التحديات على المستثمرين. بينما يرى بعض المحللين، مثل كارثيك سانكاران من معهد كوينسي، أن قوة الدولار قد تكون مؤقتة، إلا أن تأثير ضعف الدولار على المدى الطويل قد لا يظهر في الوقت المناسب لتخفيف الضغوط على الاقتصادات الناشئة.

استراتيجيات الاستثمار في ضوء التحديات الراهنة
وسط هذه الظروف الاقتصادية، أوصت شركة بمكو، إحدى الشركات الكبرى في إدارة ديون الأسواق الناشئة، بتعديل استراتيجيات الاستثمار. حيث نصحت باستخدام السندات في الأسواق الناشئة كأداة لتنويع المحفظة الاستثمارية بدلاً من الاعتماد عليها كمصدر رئيسي لتحقيق عوائد مرتفعة. كما أشارت الشركة إلى أن السياسات التي كانت فعالة في الماضي، مثل التعويم الحر للعملات، لم تعد تحقق نفس النتائج الإيجابية التي كانت عليها في العقد الأول من القرن الحالي.

شارك هذا المقال
اترك تعليقًا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *