في مشهد مؤلم وغير مقبول، تداولت منصات التواصل الاجتماعي فيديو يظهر فيه رجل مسنّ، قيل إنه محامٍ، وهو في حالة سكر طافح، مكبّل اليدين داخل سيارة الشرطة، ويتلفّظ بكلمات نابية، تصل إلى سبّ الذات الإلهية، والملك، والمؤسسات. الأكثر صدمة في هذا الفيديو ليس فقط الحالة التي كان عليها الرجل، بل طريقة تعامل رجال الشرطة معه، وتوثيقهم للفيديو بشكل يوحي بأنهم أرادوا عمداً استفزازه لالتقاط اللحظة التي يتجاوز فيها كل الخطوط.
فين مشى القانون؟
السؤال الذي يطرح نفسه: واش رجال الأمن مكلفين بتطبيق القانون ولا بتصوير المواطن المهان وهو في أضعف حالاته؟ واش حنا في دولة مؤسسات ولا في ساحة للفضائح والانتقامات الرقمية؟ هاد الفيديو كيعري واقع مر: البوليس اللي خصو يحمينا من الشطط هو اللي كيمارسو، وكيوثقو له، وكيحاولو يخلقو رأي عام ضد شخص معين بوسائل خايبة، غير قانونية، وغير إنسانية.
واش السكر كيبرر التصوير؟
الكل عارف أن الشخص اللي في حالة سكر طافح، كيتفقد السيطرة على أفعالو وكلامو. القانون المغربي نفسو كيعترف بهاد الشي، وما كيعتابرش كلام الشخص السكير كدليل ثابت أو مسؤولية جنائية بحال الشخص الواعي. إذن علاش كايتم تصويرو؟ وعلاش كايتنشر الفيديو؟ واش الهدف هو فقط التشهير به؟ ولا كاين رسالة أخرى بين السطور؟
الرسالة الخفية الخطيرة
اللي كيخلع في هاد الفيديو ماشي فقط طريقة تصويرو، ولكن التوقيت وطريقة النشر والانتقاء المريب للمقطع. واش بغينا نولّيو فبلادنا نسبو الملك ونديروها عادي؟ واش هادي بداية التطبيع مع المساس برموز الدولة؟ ولا البوليس وراهم أجندة لتشويه صورة المعارضة، أو تسفيه المؤسسات عبر دفع الناس المحبطين، المهمشين، الغاضبين، إلى أقوال غير مسؤولة، وتصويرهم وتقديمهم كشهداء فوضى لا مواطنين محتجين؟
فين هو عبد اللطيف الحموشي؟
فين المدير العام ديال الأمن الوطني؟ واش عاجبو هاد الشي؟ واش كيقبل أن رجالو يتحولو لمصورين يقتنصو زلات ناس سكرانين ويديروها “تراند”؟ الحموشي اللي بنا سمعة على الانضباط والصرامة، اليوم كايتحمل مسؤولية مباشرة فهاد الفيديو: مسؤولية أخلاقية، إدارية، وحتى سياسية. لأنه فهاد النوع من التصرفات، كايتزعزع ثقة الشعب فالمؤسسات، وكاينشر الكراهية، وكيخلي الناس تحس بأنهم فدولة البوليس، ماشي دولة الحق والقانون.
خاص تحقيق عاجل
خاص فتح تحقيق جدي فهاد الموضوع، خاص نعرفو شكون صوّر، وعلاش صوّر، وشكون نشر، وفين بدا المشكل، وكيفاش تعاملو مع داك المواطن قبل التصوير. خاص نحاسبو المسؤولين، ونعتامدو على مبدأ الشفافية، ماشي نكمشو ونسكتو، ونخليو الفيديوهات تجر المغرب نحو واقع مظلم، فين الكرامة ما كتسوا والو، والقانون ولا غير غلاف كيخبي الشطط.
المغرب اليوم محتاج رجال أمن كيحترمو الدستور قبل ما يطلبو من الناس احترام الملك. محتاج مؤسسات كتخدم الشعب، ماشي تفضحو. واحنا كمواطنين، خاصنا نرفضو أي سلوك كيحاول يطبع مع التشهير أو يعادي الإنسان فضعفو، لأن الكرامة ما كتقيسش الغني أو الفقير، الصاحي أو السكير، الكرامة حق مقدّس لكل مغربي، وداك الشرطي اللي صوّر راه خان اليمين، وخاننا كاملين.
أعتقد أن بعض المسؤولين في الأمن يمشون عكس التيار بجهالة عظيمة