40 ألف متطوِّع بصفر درهم (أو بمصروف الجيب) هو العدد اللاّزم للمساعدة في تنظيم جزء من المونديال مدة 30 يوما عام 2030، بأجمل بلاد العالم.
ذلك ما كشف عنه فوزي وزير المالية وعضو المكتب السياسي لحزب رجال الأعمال، وهو أيضا القجع رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم بالمغرب، عضو ورئيس الجامعة المغربية لكرة القدم، عضو ونائب رئيس الكاف وكذا رئيس اللجنة المالية للاتحاد الإفريقي، عضو اللجنة التنفيذية ولجنة العلاقات الدولية التابعة للاتحاد العربي، عضو استشاري بالفيفا…
100% السي فوزي الوزير والفيفا والكاف والاتحاد العربي لا يدفعون أي درهم ولا دينار ولا دولار للورِع (القجع) مقابل جحافل المناصب التي يتولاها. الراجل ما كيتخلصش مسكين، بحالو بحال الرئيس ديالو، الملياردير أخنوش؛ خدامين لوجه الله!!!
عقلية الصدقة والحسنة والمِنة والعطايا (للمواطنين)، واحتكار الغلة والجمل بما حمل واستغلال الناس بيليكي أو مقابل ما يشبه السخرة لصالح الكبار (الشرفاء المعصومون) ماضية وتتجدر في هذه البلاد السعيدة منذ انسحاب فرنسا عسكريا عام 1956. في الوقت الذي كان من الواجب تعميم عقلية الاستحقاق والكفاءة، ومبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب بالأجر المناسب والعقاب الأنسب، مع رجوع البلد لأهلها ونيلهم لحقوقهم فيها.
في الجبال والواحات مئات الألوف يرتعشون بردا (ويسكنون الخيام منذ الثامن من شتنبر/ أيلول 2023) وتحتهم مئات آلاف الأطنان من المعادن. تُعطى شتاء كل سنة أوامر عليا للتدخل و”التخفيف” من معاناتهم، وكأنهم لاجئون طارئون، وليسوا أصحاب حق أصيل في أرض دفع أجدادهم ثمن تحريرها دـ.ماً وأرواحا، حينما كان أهل الرباط والبيضاء وفاس يُعينون مُربيات أجنبيات لأطفالهم الرُّضع، ويبعثون من بلغ الحُلم ليدرس في معاهد المُستعمِر حتى يعود ويحكم المُستقِل!
كل رمضان تُوزِّع دولة الـ 12 قرنا على نسبة كبيرة من “رعاياها” قُففا ببيدو زيت صغير وخنيشة دقيق، وقالب سكر من النوع الممتاز وربع كيلو شاي بحضور أعلى الرتب المدنية والعسكرية، ومواكب من سيارات رباعية الدفع كالتي ترافق أكبر الزعماء وأعظم القادة. سكان القُفف أولائك مقيدون في سجلات الأمم المتحدة بأن نصيبهم (الفردي) في ثرواث بلادهم 3.5 مليون سنتيم. أي أن كل أسرة مكونة من أربع أفراد، وبدل أن تأخذ قفة بـ 100 درهم كل رمضان، عليها أن تطالب الدولة بـ 14 مليون سنتيم سنويا!!
شريحة أخرى من المُستضعفين تستحق حسب سجلات الأمم المتحدة ملايين مُملينة من ثروات بلادها، تلعب معها الدولة والحكومة كاش كاش، وشد لي نقطع ليك بـ 500 درهم يتيمة كل شهر. فمرة تُنزع ومرة تعود، كرّة تُقدم على كونها إنجازا ساميا، وتارة توصف ضارة بالاقتصاد مُشجعةً على الكسل! 500 درهم من المفروض أن تساعد 2.5 مليون أسرة على مصاريف الأكل التطبيب، الدواء، السكن، النقل، التمدرس، الماء والكهرباء، التغطية الصحية… في بلاد يدفع المريض فيها 300 درهم مقابل كشف لـ 5 دقائق عند أصغر طبيب اختصاصي!
مليون و600 ألف مُعطل عن العمل في أكثر السيناريوهات تفاؤلا يفترشون المقاهي ويلحتفون السماء، ويصارعون المجهول في عقولهم كل ليلة قبل فقدان الوعي. يقابلهم 100 ألف موظف شبح لا يدخلون بها مكتبا حكوميا ولا يُجلسونها على كرسي إدارة، يتقاضون 10 مليارات درهم كل سنة (1000 مليار سنتيم) هنيئا مريئا لذَّةً للنَّاهبين!!
وبينما الواجب أن تُوزَّع تلك الـ 10 مليارات درهم مساعدة شهرية (520 درهم) أو سنوية (6250 درهم) لكل مُعطلٍ كنوع من الدعم المُستحق والتمييز الإيجابي المعمول به في كل بقاع الأرض، وخا يلقى الشباب(ة) غير فلوس ترونسبور باش يدفع السيفي، مع محاسبة الدولة على سياسات تشغيل أُنفقت فيها آلاف المليارات دون جدوى…نجد الصدر (والكونت) الأعظم أخنوش يُهين خيرة شباب المغرب بأعمال عشوائية من ترتيب ملفات كسالى موظفي الإدارة لجمع الأزبال (تحية لعمال النظافة، ولكن خارج تخصصك أنت مُهان!)، وزيد وزبد وزيد من مهام خدّام وما خدّامش، نظير دراهم معدودات تسمى أوراشاً…انتخابية؛ تدير هاك ولا هاك نحيدوك من لاليست!!
منطق راك غير متطوع وحنا لّي دايرين فيك الخير، ولي عطيناها ليك احمد عليها الله واشكر فضله، سياسة دولة وأسلوب حُكم وتحكُّم. ما بيدك ليس نتاج مجهودك ولا حقا من حقوقك كمواطن. ما بجيبك مِنَّة من ولاة الأمر وصدقة من مُحسنين وتكرم من مسؤولين. أنت رعية تُساق أينما شِئنا، لا مواطنا يسوقنا شِئنا أم أبينا.
وللقصة بقية…
لا يفوتكم عرض 2025: (كتاب المملكة المغربية + كتاب المغرب اللّذيذ+ ملف رقمي لأقوى 100 بحث لعام 2024) بـ 100 درهم، وتوصيل مجاني. غير لّي ما بغاش يقرا!!!!
للطلب: وتساب 0657812086
أيوب الرضواني Ayoub Radouani
