في خطوة تصعيدية وصادمة، أقدم حارس مقبرة بحي الزاوية في سيدي قاسم على خياطة فمه تعبيرًا عن رفضه لما وصفه بـ”الظلم والتهميش”، وذلك بعد امتناع رئيس المجلس الجماعي عن تنفيذ حكم قضائي ابتدائي واستئنافي يقضي بتعويضه عن الطرد التعسفي من عمله.
الحارس، الذي كرس سنوات طويلة من حياته في رعاية وتنظيم شؤون المقبرة، اضطر إلى هذا الشكل الاحتجاجي بعدما استنفد جميع المحاولات القانونية والإدارية لتحصيل مستحقاته المالية التي أقرها القضاء. رغم صدور الحكم لصالحه، ظل التنفيذ معلقًا بسبب امتناع الجهة المسؤولة عن تطبيقه، ما جعله يلجأ إلى تصعيد احتجاجاته.
وأفادت مصادر محلية بأن الحارس حاول مرارًا التواصل مع السلطات المعنية، دون أن يجد آذانًا صاغية. هذا التجاهل دفعه إلى اتخاذ خطوة خياطة فمه، تعبيرًا عن إحساسه بالقهر ورغبته في إيصال صوته إلى السلطات المحلية والإقليمية التي لم تتحرك لإنصافه.
تزامنًا مع الحادث، أبدى سكان الحي تضامنهم الواسع مع الحارس، مطالبين الجهات المسؤولة بتنفيذ الحكم القضائي وإنهاء معاناته التي طالت لسنوات. كما دعت فعاليات حقوقية بالمنطقة إلى احترام أحكام القضاء وتعزيز الثقة في العدالة، محذرة من تداعيات تجاهل تنفيذ الأحكام القضائية على استقرار الأوضاع الاجتماعية والنفسية للمواطنين.
