لحظة استثنائية في تاريخ الريف
شهدت مدينة الحسيمة حدثًا استثنائيًا مع جنازة والد ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف. فقد حصل ناصر على إذن استثنائي لمغادرة السجن والمشاركة في مراسم التشييع. لم يكن ذلك مجرد حضور عائلي، بل تحول إلى رمزية وطنية عميقة جسدت التقاء الحزن بالأمل، والانتماء بالتسامح.
خطاب الزفزافي أمام المشيعين
من سطح منزل العائلة بأجدير، ألقى ناصر الزفزافي خطابًا مؤثرًا. وصف والده بأنه “أبٌ للأحرار”، وأكد أن “مصلحة الوطن فوق كل اعتبار”.
الأهم أنه وجّه رسالة امتنان للسلطات التي سمحت له بالمشاركة. وقد اعتبر كثيرون هذه الخطوة تعبيرًا عن روح جديدة قوامها الحوار، بدلًا من لغة القطيعة والمواجهة.
رمزية الجنازة وأفق المصالحة
تحولت جنازة الزفزافي الأب إلى ما يشبه الاستفتاء الصامت. الحشود التي رافقت الحدث عبّرت عن رغبة جماعية في طي صفحة الماضي. كما أن المشهد برمته فتح الباب واسعًا أمام فكرة العفو الملكي عن معتقلي الريف باعتباره المدخل الطبيعي للمصالحة الوطنية.
هذا البعد الرمزي أكد أن المغرب في حاجة إلى خطوات عملية تترجم الإرادة السياسية في استعادة الثقة وتعزيز الوحدة.
دعوة إلى العفو ولم الشمل
اليوم، وبين ألم الفقد وأمل المستقبل، يترقب الجميع أن تتحول هذه المبادرة الإنسانية إلى خطوة سياسية تاريخية. إصدار عفو ملكي يشمل جميع معتقلي الريف سيبعث برسالة واضحة أن الوطن أرحب من الزنازين، وأقوى من الجراح.
إن خطاب ناصر الزفزافي في هذه اللحظة الصعبة لم يكن مجرد كلمات، بل نداء وطني للصفح والمصالحة. وما أجمل أن تتحول دموع الفقد إلى بذور رجاء تثمر غدًا أكثر إشراقًا.
بالفعل نتمنى اطلاق سراح المعتقلين السياسيين كافة و فتح صفحة جديدة من المصالحة الوطنية