Ad image

المغرب: “جبروت” يهزّ قلعة الاستخبارات

2 تعليقات 4 دقائق للقراءة

يشهد المغرب زلزالًا غير مسبوق. ففي 30 أغسطس 2025، كشف الصحفي الإسباني فرانسيسكو كاريون في جريدة El Independiente عن ما وصفه بـ “أكبر فضيحة أمنية في تاريخ المملكة الحديثة”، من خلال مقال بعنوان: «انتقام الهاكر الذي عرّى زعماء التجسس المغربي». بطل القصة هو الهاكر الغامض الملقب بـ جبروت، الذي تحوّل إلى الكابوس الأكبر لجهاز المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (DGST).

تسريبات تهزّ أركان الجهاز الأمني

بدأ جبروت بتسريب ملفات خطيرة: قوائم لمسؤولين كبار في المخابرات المغربية، دلائل على ثروات مشبوهة، شبكات مالية سرية في أوروبا والشرق الأوسط، إضافة إلى وثائق عن عمليات تجسّس لم تسلم منها حتى شخصيات داخل الدولة.
تشير التسريبات إلى أن وزراء، مقربين من رئيس الحكومة، بل وحتى بعض أفراد العائلة الملكية، كانوا تحت المراقبة.

ويعلّق الهاكر قائلاً:

“الأمن في المغرب لم يعد سوى أداة لحماية الفاسدين، وقمع الأصوات المعارضة، والتلاعب بأسرار الدولة، مما يرهن مستقبل البلاد.”

ضربات متتالية لرجال السلطة

من بين ما كشفه جبروت:

- مساحة إعلانية -
Ad image
  • امتلاك عبد الرحيم حامدين، مدير جهاز الشرطة السياسية بالدار البيضاء، فيلا فاخرة بحي كاليفورنيا، رغم دخله المحدود كموظف حكومي.
  • تورّط عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، في فضيحة عقارية تتعلق بشراء عقار بـ 11 مليون درهم، وسداد القرض في وقت قياسي غير منطقي مقارنة بدخله. كما اتهمه بالتهرب الضريبي بعد أن نقل الملكية لزوجته بقيمة وهمية.

أما الفضيحة الأكبر، فقد تمثلت في نشر قائمة تضم عشرة من كبار قادة DGST مع أرقام بطاقاتهم البنكية وممتلكاتهم. من أبرزهم:

  • محمد راجي، مهندس برنامج بيغاسوس والمسؤول عن التنصت.
  • عبد الله رزرازي، مدير مكافحة التجسس.
  • شركاوي حبّوب، رئيس مكتب مكافحة الإرهاب.

وكشفت الوثائق عن شراء راجي وشريكه رشيد حسّاني منطقة صناعية كاملة في بني ملال بقيمة 30 مليون درهم، في حين لا يتجاوز راتبه الرسمي 25 ألف درهم.

محمد راجي.. من فني هواتف إلى “ملك بيغاسوس”

وُلد عام 1960 وبدأ مساره كتقني اتصالات قبل أن يُستقطب في الثمانينات إلى جهاز المخابرات بسبب مهارته في اختراق خطوط الهاتف. لاحقًا، صار الذراع الأقوى بفضل برمجية بيغاسوس التي استُعملت للتجسس على معارضين وصحفيين وزعماء دول، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
اليوم، تقدّمه التسريبات كـ “مليونير مبهم”، يملك عقارات في الرباط، شركات واجهة في أوروبا، وعلاقات مالية غامضة مع دول أجنبية.

التجسس يصل إلى القصر

من أخطر ما سرّبه جبروت أن DGST لم تكتفِ بمراقبة المعارضين، بل تجسّست على وزراء، قادة عسكريين، بل وحتى على رئيس الحكومة عزيز أخنوش وأفراد عائلته، وصولًا إلى بعض أفراد العائلة الملكية.
كتب جبروت:

“حتى الملك نفسه لم يسلم من تجسس جهازه الخاص، ولا من بيع بياناته إلى أجهزة خارجية.”

هذه التسريبات وضعت النظام الأمني المغربي في مأزق تاريخي:

- مساحة إعلانية -
Ad image
  • جهاز يُفترض أنه حامي الدولة، تحوّل إلى مصدر تهديد داخلي.
  • صراعات خفية داخل أروقة السلطة قد تؤدي إلى إطاحة وجوه بارزة.
  • صورة المغرب الخارجية على المحك، خصوصًا بعد فضائح “بيغاسوس”.

الهاكر المجهول “جبروت” لم يكتفِ بالفضح، بل أعاد رسم موازين القوى، ليترك وراءه سؤالًا مرعبًا: إذا كان الجهاز الذي يراقب الجميع قد أصبح مخترقًا، فمن يراقب هذا الجهاز؟

شارك هذا المقال
2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *