أثارت مقاطع فيديو تظهر احتفالات بطلاق بعض المؤثرات المغربيات جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثيرون أن هذه الظاهرة تُشجع الفتيات، وخاصة المراهقات، على اتخاذ قرارات الطلاق بسهولة دون التفكير في العواقب.
وأظهر أحد المقاطع المتداولة مؤثرة مغربية تحتفل بطلاقها وسط أجواء احتفالية رفقة عائلتها وصديقاتها، مرتدية ملابس تقليدية. ما أثار الجدل بشكل خاص هو تقديمها حلوى زُينت برسمة لزوجين وكتب عليها عبارة “بدايات جديدة” (New Beginnings)، قبل أن تقوم بطعن الرسمة بطريقة هستيرية، وكأنها تحتفي بنهاية علاقتها الزوجية.
هذا السلوك لم يمر مرور الكرام، إذ عبّر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم مما وصفوه بـتقليل قيمة وقداسة الزواج. ورأى البعض أن مثل هذه التصرفات تساهم في التطبيع مع فكرة الطلاق وتقديمه على أنه إنجاز أو رمز للتحرر، بدلاً من التعامل معه كقرار صعب يستلزم التفكير العميق.
كما حذّر معلقون من أن هذه الظاهرة قد تؤثر سلباً على الشباب والمراهقين، حيث تُعيد تشكيل المفاهيم الاجتماعية حول الزواج والطلاق، وتجعل من إنهاء العلاقة الزوجية حدثاً احتفالياً يُقلل من قيمته كرباط مقدس.
في المقابل، اعتبر بعض المدافعين عن هذه الموجة أن الاحتفال بالطلاق يمكن أن يُنظر إليه كتعبير عن التحرر من علاقات سامة أو مؤذية، مع التأكيد على أهمية إعادة بناء الذات بعد التجربة الفاشلة.
ومع تصاعد الجدل، يظل السؤال مطروحاً: هل يمكن لهذه الظاهرة أن تتحول إلى جزء من الثقافة الاجتماعية الجديدة في المغرب، أم أنها مجرد موجة مؤقتة ستختفي مع الوقت؟
